منبوذة منبوذة


أشعر أني كالمنبوذة وفي جسدي وجع يتلوى كالثعبان داخل جلدي ينفث سمه في دمائي
أختنق وحدي وسط بركة من الهموم أتجرعها دفعة واحدة كمريض مجبر على شرب الدواء
الفرق أني لا أعاني أي داء فلما هذا الدواء ؟؟!!
أنا دائي أني منذ ألف عام على عمري وأنا أعاني, أتغرغر معاناتي كل صباح بصمت
مصيبتي أني خلقت وسط عقول رجعية تحاسبني على أنفاسي لأني مختومة بختم عاري ألا وهو أن لي جسد إمراءة
متحررة في أفكاري وأطمح أن أتحرر من عبودية جسدي...
لو كان لي خيار آخر لأخترت أن أكون طيف من زمن أخر وعالم ثاني يراني لعقلي لا لنوعي...
كم أصبحت أمقت أن تتغزل بجمالي المرئى فكل ما أصبحت أراه نظرات الإمتهان والإحتقار التي تلبستني من عيون
من أرغموني أن أبتلع مصيبتي وأجلس في الزواية .. منبوذة !!
يتمنون لو أنني لم أولد قط وأعتقد لو أننا في زمن الجاهلية لؤدوني حية ليغسلوا عارهم وعاري..
وها أنا أحاول عبثا منذ ألاف كل تلك الأعوام أن أرقع ثوب كبريائي الذي أهترئ من سلبي كرامتي لأستر به أنوثتي..
منبوذة في العراء وما أنا إلا بقايا بقايا أنثى تحاول التشبث بخيوط الحياة التي تصبح فجأة كحبل إعدام يلتف حول عنقها تنتظر النطق بالحكم
فمنذ أول صرخة لها في الوجود كانت صرخة في وجه قدرها المحتوم وصرخة وليد لن تحاسب عليها فكل الصرخات بعد ذلك كانت تأتي من الأعماق ولا يسمع صداها سوى حطام أعماقها وبقاياها يردد بصوت واحد : منبوذة منبوذة ...

الخميس
13-8-2009

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.